“الليل الطويل” كتاب عن صورة الحياة اليومية للفقراء فى أدب خيري شلبى

صدرت مؤخراً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني كتاب “الليل الطويل.. فقراء الريف المصري في أدب خيري شلبي”، وهو دراسة في علم اجتماع الأدب، للكاتب والباحث محمد صلاح غازي، ضمن سلسلة كتابات نقدية تصدر تحت رئاسة تحرير الدكتور محمد بريري.
يتناول الكتاب جوانب من الحياة الريفية التي عاشها الكاتب خيري شلبي، ويعرض أدب خيري شلبي في إطار علم الاجتماع، على عكس الكتب التي تناولت أدب خيري شلبي والتي تمت في إطار النقد الأدبي والتحليل. جماليات. الحياة اليومية للفقراء في الريف المصري كما شكلها الروائي خيري شلبي وتنعكس في أعماله الروائية؟
وجاء في الكتاب: “إن الروايات المختارة للكاتب خيري شلبي، والتي عرضت تحت مجهر الدراسة المعرفية لعلم اجتماع الأدب، لا تعكس عالم الحياة في إحدى قرى دلتا مصر، وهي قرية شباس عمير فقط، ولكنها تعكس عالم الحياة اليومية في الريف المصري، خاصة تلك القرى الواقعة على امتداد خط السكة الحديد الوحيد الممتد بعرض دلتا مصر، بدءًا من مركز شربين بمحافظة الدقهلية، مرورًا بمحافظة الدقهلية. مدينة بيلا، وتنتهى عند مركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، ومن أهم قراها قرية شباس عمير.
وذلك لأن الفلاح المصري، ككائن اجتماعي، يتميز بانعدام الفردية. القرية المصرية، بما فيها من نفس أنواع السكان والعادات والتقاليد وأنماط الحياة ومستويات المعيشة، تكررت في جميع أنحاء الريف المصري. وهذا ما يؤكده هنري حبيب عيروط في كتاب “الفلاحين” قائلاً: “ليس هناك قرية مصرية أشبه من قرية مصرية أخرى”.
وترجع أهمية الكتاب إلى موضوعه وعنه يقول “غازي”: “نأمل أن يكون كتاب الليل الطويل محاولة جادة تضاف إلى المكتبة العربية في مجال علم اجتماع الأدب الذي يعاني من النقص الشديد في هذا المجال من علم الاجتماع. وطلاب الدراسات العليا في الجامعات المصرية والعالم العربي.
يتكون الكتاب من أربعة فصول تقع في 354 صفحة من القطع المتوسطة؛ ويعرض الفصل الأول: مقاربة مفاهيمية للمصطلحات في علم اجتماع الأدب وهي “الحياة اليومية، الفقر، ثقافة الفقر، القرية والرواية”.
ويعرض الفصل الثاني: التطور التاريخي للحياة الاقتصادية والاجتماعية في الريف المصري من عام 1919 إلى عام 1952م من خلال تحليل بنيوي وتاريخي.
أما الفصل الثالث فحمل عنوان “خيري شلبي.. مقاربة في السيرة الذاتية” ليتضمن سيرة الأديب والروائي الكبير ونشأته في محافظة كفر الشيخ، والمؤثرات التي شكلت وعيه الاجتماعي، بالإضافة إلى التكريمات الأدبية والتكريمات التي تلقاها. الجوائز التي حصل عليها طوال مسيرته الأدبية، واستحقها من خلال أعماله الروائية التي صورت حياة الفقراء والمهمشين. في الريف والمدينة في المجتمع المصري، حصوله على لقب “حكّاش المهمشين”، وأخيراً رحيله عام 2011 في التاسع من سبتمبر.. يوم عيد الفلاح المصري!