خالد دومة يكتب: الهيكل المزعوم ومملكة الإخوان

هل سينجح الإخوان في إعادة هيكلة نظامهم الممزق، أو بتعبير أدق نظامهم الممزق، هل سينجحون في تشكيله من جديد؟ وذلك بضخ دماء جديدة وروح جديدة، على أساس تغيير اللباس الخارجي، أو المظهر الخارجي، وكأن المعضلة تكمن في تغيير الوجوه القديمة، باستبدالها بوجوه جديدة، وتبقى كما هي، لا تتغلغل في جوهر المشكلة، والنظر إليها بشكل أعمق من الظاهر، يصر على إثبات سطحيتها، ويؤمن بأن تغيير اللون الخارجي كفيل بتكوين جماعة قوية، أو إعادتها إلى مبادئها ومعتقداتها القديمة. الجذور عفنة ومتعفنة وغير منتجة أو قادرة على إنتاج قنابل موقوتة، وأن مجموعة لا تحترم الأخرى، ولا تقبلها كما تدعي، وأنها تحمل في داخلها بذور التعصب، وأن تاريخها مكشوف. ، وحصيلة ما يحملونه في أذهانهم واضحة، على مر السنين، وأن عودتهم لو كانت لهم عودة فهي مخاطرة كبيرة وخطيرة. وهم الآن يحلمون بالعودة وتكوين وطن يضمهم. إنهم يبحثون عن قطعة أرض تكون نقطة انطلاقهم الأولى، لظهور دولتهم المزعومة التي جاءوا من أجلها ليحكموا خمسمائة عام، وهو ما يخطر على بالهم. إنه تاريخ قريب مع اختلاف. فهو يقتل في أتباعه كل ما هو إنساني، ويدخلهم في صراع مع المصالح المادية، والمكاسب التي يحققها. الدين آخر ما يُسأل عنه الإخوان، حتى لو تغنوا به، ورفعوا حناجرهم بترديده. ، وهو يترنح، ولو لم ينته بعد سنوات، فسوف يمحى، لأنه مبني على خطأ فادح، مخالف للفطرة الإنسانية التي خلق الله الإنسان عليها.
لم تكن أبدا حركة دينية، وإن كانت في مهدها، فقد تحولت واتخذت طريقا مختلفا وأهدافا أخرى. إنها حركة سياسية فاشلة، تحاول أن تستمد قدسيتها من الدين، أو مكانتها من استغلال عاطفة الدين بين البسطاء في دعمها.